التجربة الماليزية في الحج
لايخفي على احد اهمية الحج في الاسلام فقال الرسول (ص) الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
ملايين المسلمين يحدوهم الامل سنويا لاداء فريضة الحج لكن قصر ذات اليد يمنعهم من ذلك ناهيك عن ارتفاع اسعار الحج عاما بعد عام حتى اضحت اسعاره فلكية فالبعض يبيع ما يملك لأداء فريضة الحج والبعض الاخر يأتي من الحج محملا بالديون والمشاكل المالية
لكن ماليزيا صاحب دور بارز فى هذا الموضوع وقدمت تجربة قوية لحلها فمنذ اكثر من 50 عاما فأنشئت صندوق الاستثمار/الادخار للحج يسمي "تابونغ حاجي" باللغة الماليزية وهي تعنى صندوق الحج حيث تفتح العائلة حسابا بنكيا للإيداع في هذا الصندوق منذ الولادة بمبلغ زهيد وتحافظ على اداء اقساط في حدود دولارين الى ثلاثة دولارات شهريا كل بحسب استطاعته الى ان يكبر المولود ويتولى هو الايداع في هذا الحساب بنفسه تقوم الحكومة الماليزية بإستثمار هذه المبالغ وفقا لاحكام الشريعة الإسلامية في مشاريع تنموية تساهم بها في معالجة مشكلة البطالة وعندما يبلغ رصيدك في هذا الحساب المبلغ الذى يؤهلك لأداء فريضة الحج يقع عليك الدور لأداء حج هذا العام
لا يقتصر دور الصندوق عند هذا الحد وفقط بل له ادوار اخرى فتقع عليه مسئولية تدريب الحجاج على اداء مناسك الحج من خلال نظام المحاكاه Virtual Reality Tour حيث يتم تجهيز مواقع مماثلة تماما للمواقع التى يمر بها الحاج منذ وصوله الى الديار المقدسة وحتى عودته الى بلده فمثلا تم بناء مجسم للكعبة وتدريب الحجاج على كيفية الطواف وكذلك مجسم لرمي الجمرات لتدريب الحجاج على الطريقة الآمنة والسليمة لرمي الجمرات وكذلك تجنب مواقع واماكن الزحام
وتقول المملكة العربية السعودية ان الحجاج الماليزيين من اكثر الحجاج اتقانا للحج واقلهم تعرضا لضربات الشمس والاصابات
بدأ انشاء هذا الصندوق عام 1963 بمشاركة 1281 مودع بإجمالى ايداعات بلغت 20 الف دولار واليوم وبعد مرور 50 عاما على انشاء هذا الصندوق بلغ عدد المشتركين فيه خمسة ملايين ماليزي بحجم ايداعات بلغت اربعة مليارات دولار. ماليزيا بهذا لم تحل المشكلة المالية للحاج فقط بل دربته على الحج ووقته من اخطاء واصابات الحج ووفرت للدولة فرص عمل ومشاريع استثمارية تنموية بالمبالغ المودعة