توقع مختصون في قطاعي الحج والعمرة والفندقة بالعاصمة المقدسة، أن نسبة
التشغيل الفندقي لموسم العمرة الذي دخل حيز التنفيذ منذ فترة وجيزة ستشهد
نموًا اقتصاديًا في الموسم الحالي بأكثر من 20% خلال الموسم الذي انطلق
مطلع هذا الشهر حيث قدرت المصادر أن يستقطب سوق العمرة أكثر من تسعة
مليارات ريال تقريبًا للفنادق والمشتريات والهدايا المقدر إنفاقها لأكثر من
خمسة ملايين معتمر خلال موسم العمرة الممتد من مطلع الشهر الحالي حتى قبل
شهر رمضان المبارك المقبل.
فيما تستعد ما يقارب الـ 550 فندقًا في محيط المنطقة المركزية في الحصول
على كعكة مناسبة من الموسم واستقطاب ما يقارب الـ 5 ملايين معتمر خلال
الموسم الذي الذي يمتد لأكثر من خمسة أشهر، حيث تأهبت نحو 50 شركة عمرة
وجندت كافة إمكانياتها البشرية والآلية والمتابعة الدقيقة كما انتهت من
أعمالها التسويقية لاستقطاب أكبر عدد من المعتمرين فيما يقدر متعاملون في
الموسم أن يتم ضخ أكثر من 9 مليارات ريال خلال الموسم بمعدل متوسط تقريبي
يتجاوز الـ 1500 ريال لكل معتمر يتم إنفاقها خلال تواجد المعتمر.
فيما سيشكل هذا العام نموًا اقتصاديًا في موسم العمرة للعام الحالي بنسبة
20 في المائة سواء في قطاع الفنادق والشقق المفروشة أو الأسواق التجارية
حيث سيتم استقبال «5» ملايين معتمر طيلة الموسم وعلى دفعات، وساهمت
المشاريع التنموية التي تشهدها منطقة مكة المكرمة وقدرتها الاستيعابية على
زيادة أعداد المعتمرين من عام لآخر إذ نفذ خلال العام الجاري عدد من
المشاريع التنموية تضاف إلى المشاريع الجاهزة أساسًا حيث تجاوزت تاشيرات
العمرة الممنوحة حاجز الأربعة ملايين والنصف مليون تأشيرة وأن القفزة
التنموية التي تشهدها منطقة مكة المكرمة في شبكة الطرق البرية والحديدية
الجاري تنفيذها ستسهم بمشيئة الله في رفع النسبة.
* معدلات نمو قياسية
ويقول محمد القرشي عضو الغرفة التجارية بمكة المكرمة: إن معدل الإنفاق
التقريبي قد يتجاوز التسعة مليارات ستضخ في تقديم الخدمات للمعتمرين
والأسواق المحلية، حيث من المتوقع أن يرتفع مؤشر موسم العمرة هذا العام عنه
في العام الماضي وسط استعدادات كافة مؤسسات العمرة ووسط رقابة وتشديد من
قبل الهيئة العليا للسياحة التي تسير جولات رقابية للتأكد من استعداد
الفنادق والتأكد من عملية التصنيف وتطبيق الاشتراطات وأضاف القرشي: أن موسم
العمرة يشهد تنافسًا بين شركات ومؤسسات العمرة في تقديم أفضل الخدمات وأن
أكثر من 550 فندقًا بمكة المكرمة قد تم الاستفادة منها في توقيع عقود تأجير
قبل وأثناء وصول المعتمرين.
من جهته، أبان خليل الرحمن محمد «موظف في فندق قريب من الحرم المكي»: أن
هناك طلبًا في الحجوزات، ولكن النسبة الأكبر من المكاتب السياحية الخارجية
والتي تعنى بقدوم المعتمرين من الدول الإسلامية، مشيرًا في ذات الوقت إلى
أن موسم العمرة سيكون موسمًا نشطًا من حيث تواجد الكثافة البشرية التي
ستأتي إلى العاصمة المقدسة، رافضًا أنه سيكون هناك استغلال من قبل أصحاب
الفنادق والدور السكنية في رفع أسعار الغرف والشقق، معللا بأن هناك ضوابط
من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار لن يستطيع أحد أن يتجاوزها ومن
يتجاوز في موضوع الأسعار سيعرّض نفسه للعقوبة.
فيما كشفت إحصائية رسمية أن وجود ارتفاع في نسب المعتمرين في كل عام عن
العام الذي سبقه، إذ بلغت نسبة الزيادة في عام 1431هـ، عن العام الذي سبقه
ما يقارب مائتي ألف معتمر، فيما سجل عام 1430هـ، ارتفاعًا عن العام الذي
سبقه بما يزيد على ثلاثمائة ألف معتمر، وسجل العام 1429هـ، ارتفاعًا عن عام
1428هـ، بنحو مائتي ألف معتمر، بيد أن العام 1432هـ، كان هو الأكثر زيادة
في عدد المعتمرين مقارنة بالعام الذي سبقه، وفقا للإحصائية وسط توقعات
زيادة لموسم عمرة هذا العام.
ويسهم موسم العمرة في تنشيط العديد من القطاعات التي تسهم بشكل مباشر وغير
مباشر في تقديم الخدمات، ويعد قطاع النقل من القطاعات التي تشهد حركة
مستمرة خلال الموسم، ويؤكد فهد السلمي» بإحدى شركات النقل: أن توصيل الركاب
والمعتمرين من مطار الملك عبدالعزيز إلى مكة بأن الأجرة خلال الفترة الأول
من بداية محرم وحتى نهاية شهر جمادى الآخر 1433 هــــ حمولة 4 ركاب من جدة
إلى مكة والعكس 200 ريال وبالنسبة من جدة أو مكة إلى المدينة والعكس 500
ريال، علمًا بأن موسم العمرة يتم توفير باصات خاصة للمعتمرين في حين أن
الأسعار أعلاه هي للمعتمرين الأفراد.